جدول الحمل: كيف تحسبين حملكِ بالأسابيع والشهور؟
تُعدّ معرفة كيفية حساب الحمل بدقة من الأمور الأساسية التي تهتم بها كل امرأة حامل، لما لها من أهمية في متابعة نمو الجنين والتغيرات التي تطرأ على جسمها طوال فترة الحمل. يمر الحمل بتطورات متسارعة ومراحل دقيقة، تبدأ منذ لحظة الإخصاب، ويستمر لمدة تقارب 40 أسبوعًا، تنقسم إلى ثلاث مراحل أساسية تُعرف بالثلث الأول والثاني والثالث. حساب الحمل بالشهور أو الأسابيع يمكن أن يبدو في البداية معقدًا، لكن عندما يتم فهم الأسس العلمية والطبية لتقسيم الحمل، يصبح الأمر أكثر وضوحًا وانتظامًا.
هذا المقال يتناول بشمولية كيفية حساب الحمل بدقة وفق الأسابيع والشهور، مع توضيح الفرق بين طرق الحساب المعتمدة، وبيان الجدول التفصيلي لتقسيم فترة الحمل، وأهمية كل مرحلة، إضافة إلى توضيح طبيعة التغيرات التي تطرأ على الأم والجنين، وفقًا لكل أسبوع من أسابيع الحمل.
الحساب الطبي للحمل: لماذا نعتمد على الأسابيع وليس الشهور؟
في الطب، تُحسب فترة الحمل اعتمادًا على الأسابيع وليس الشهور. يرجع السبب في ذلك إلى أن الشهور تختلف في عدد الأيام، مما يؤدي إلى تفاوت غير دقيق في المدة، بينما تعتمد الأسابيع على مقياس زمني ثابت (7 أيام)، وبالتالي فإن الاعتماد على الأسابيع يسمح بتتبع أدق لتطور الجنين والفحوصات الطبية المرتبطة بكل مرحلة.
ويُحتسب الحمل عادةً من أول يوم في آخر دورة شهرية للمرأة، وليس من تاريخ الإباضة أو العلاقة الزوجية، وذلك لأن من الصعب تحديد اليوم الفعلي لحدوث التلقيح بدقة، بينما يُعتبر تاريخ آخر دورة مرجعًا ثابتًا ومتكررًا يمكن الاعتماد عليه في الحسابات.
مراحل الحمل: التقسيم الثلاثي الزمني
يقسم الأطباء الحمل إلى ثلاثة أثلاث زمنية، يُطلق عليها:
-
الثلث الأول (من الأسبوع 1 إلى 13): مرحلة التكوين الجنيني، حيث تبدأ الخلايا بالتشكل وتظهر أعضاء الجنين الرئيسية.
-
الثلث الثاني (من الأسبوع 14 إلى 27): تبدأ أعضاء الجنين بالنمو، وتظهر حركاته بوضوح.
-
الثلث الثالث (من الأسبوع 28 إلى 40): يزداد وزن الجنين بسرعة، ويبدأ بالاستعداد للولادة.
الجدول التفصيلي لحساب الحمل: الأسابيع مقابل الشهور
يساعد الجدول التالي على تحويل الأسابيع إلى شهور الحمل بطريقة تقريبية معتمدة طبيًا، وهي كما يلي:
| الأسبوع | الشهر | تطورات الجنين / الأم |
|---|---|---|
| 1 – 4 | الشهر الأول | انغراس البويضة، بدء إفراز هرمون الحمل، غثيان خفيف. |
| 5 – 8 | الشهر الثاني | ظهور قلب الجنين، بدء تشكل الأطراف والدماغ. |
| 9 – 13 | الشهر الثالث | اكتمال معظم الأعضاء، بداية الحركات البسيطة. |
| 14 – 17 | الشهر الرابع | وضوح نبض الجنين، تحديد الجنس بالسونار غالبًا. |
| 18 – 21 | الشهر الخامس | حركة الجنين تصبح ملحوظة، نمو الشعر والحواجب. |
| 22 – 26 | الشهر السادس | تطور السمع والبصر، ركلات أقوى، نمو الرئتين. |
| 27 – 30 | الشهر السابع | ازدياد الوزن، يبدأ الجنين بالتنفس داخل الرحم. |
| 31 – 35 | الشهر الثامن | نضوج الجهاز العصبي، تقل المساحة داخل الرحم. |
| 36 – 40 | الشهر التاسع | اكتمال النمو، نزول الرأس نحو الحوض، الاستعداد للولادة. |
ملاحظة مهمة: يمكن أن يمتد الحمل أحيانًا حتى الأسبوع 42، ويُعرف هذا بالحمل المطوّل، لكنه يحتاج إلى متابعة طبية دقيقة.
طرق حساب موعد الولادة التقريبي
يعتمد الأطباء في تحديد الموعد المتوقع للولادة على قاعدة “نيغل” (Naegele’s Rule)، التي تنص على إضافة 280 يومًا (أي 40 أسبوعًا) إلى تاريخ أول يوم من آخر دورة شهرية.
مثال تطبيقي:
-
إذا بدأت آخر دورة شهرية في 1 يناير:
-
أضيفي 7 أيام = 8 يناير.
-
أضيفي 9 أشهر = 8 أكتوبر.
-
الموعد المتوقع للولادة سيكون 8 أكتوبر.
-
وهناك أدوات حديثة مثل حاسبة الحمل الإلكترونية التي تعتمد هذه القاعدة لحساب الأسبوع الحالي من الحمل وتاريخ الولادة المحتمل بدقة.
الفرق بين عمر الجنين وعمر الحمل
من الضروري التفريق بين مصطلحين شائعين:
-
عمر الحمل (Gestational Age): يُحسب من أول يوم في آخر دورة شهرية.
-
عمر الجنين (Fetal Age): يُحسب من وقت حدوث التبويض والإخصاب، أي بعد حوالي أسبوعين من بدء الدورة.
لذلك فإن عمر الجنين يكون دائمًا أقل من عمر الحمل بحوالي أسبوعين. أي أن الجنين في الأسبوع السادس من الحمل، يكون في الواقع قد بدأ نموه منذ 4 أسابيع فقط.
أهمية المتابعة الأسبوعية للحمل
تتغير الحالة الصحية لكل من الأم والجنين بصورة أسبوعية تقريبًا، مما يجعل من المتابعة الدورية مع الطبيب أمرًا بالغ الأهمية. فبعض التطورات، مثل قياس عنق الرحم، ونمو الجنين، وكمية السائل الأمنيوسي، تحتاج إلى قياس ومتابعة دقيقة بحسب الأسبوع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الفحوصات المهمة مثل الأشعة الصوتية، واختبارات الدم، وتحاليل الكروموسومات، تُجرى في أوقات محددة من الحمل، غالبًا في أسابيع معينة. وبالتالي فإن معرفة الأسبوع الدقيق للحمل يساعد في توقيت هذه الإجراءات بشكل مثالي.
لماذا يختلف حساب الحمل بين الأطباء أو التطبيقات؟
بعض النساء يلاحظن اختلافًا بسيطًا في حسابات الحمل بين عيادة وأخرى، أو بين التطبيقات المختلفة، ويعود ذلك إلى:
-
اختلاف في تاريخ أول دورة شهرية المدوّن.
-
بعض الأطباء يُرجحون الحساب بناءً على أول سونار دقيق (خصوصًا في الأسبوع السابع أو الثامن).
-
وجود دورات شهرية غير منتظمة لدى بعض النساء، مما يجعل الحساب التقليدي أقل دقة.
في هذه الحالات، يتم الاعتماد أكثر على قياسات الجنين خلال السونار لتحديد عمر الحمل الفعلي.
متى يُعدّ الحمل قد بدأ فعليًا؟
من الناحية البيولوجية، يبدأ الحمل الحقيقي بعد حدوث الإباضة والتلقيح، وهو ما يكون عادةً بعد أسبوعين من بدء الدورة الشهرية، لكن من الناحية الطبية يتم حساب الحمل من أول يوم للدورة الشهرية. هذه الطريقة معتمدة عالميًا في الأدبيات الطبية وطرق المتابعة السريرية.
كيف تحسبين أسبوع حملك الحالي في المنزل؟
يمكنكِ اتباع الخطوات التالية لحساب الأسبوع الحالي من الحمل:
-
سجّلي تاريخ أول يوم من آخر دورة شهرية.
-
احسبي عدد الأيام من هذا التاريخ حتى اليوم الحالي.
-
اقسمي الناتج على 7 للحصول على عدد الأسابيع.
مثال:
-
إذا كان أول يوم للدورة 1 مارس، واليوم هو 15 مايو:
-
الفرق = 75 يومًا.
-
75 ÷ 7 = الأسبوع 10 (تقريبًا).
-
جدول مبسط لحساب الحمل وفق الأشهر القمرية
في العالم العربي، تفضل بعض النساء الحساب بالأشهر القمرية (29-30 يومًا)، ولهذا نقدم جدولًا تقريبيًا:
| الأشهر القمرية | عدد الأسابيع المقابلة |
|---|---|
| الشهر الأول | الأسبوع 1 – 4 |
| الشهر الثاني | الأسبوع 5 – 8 |
| الشهر الثالث | الأسبوع 9 – 13 |
| الشهر الرابع | الأسبوع 14 – 17 |
| الشهر الخامس | الأسبوع 18 – 22 |
| الشهر السادس | الأسبوع 23 – 27 |
| الشهر السابع | الأسبوع 28 – 31 |
| الشهر الثامن | الأسبوع 32 – 35 |
| الشهر التاسع | الأسبوع 36 – 40 |
الختام العلمي
إنّ إدراك المرأة الحامل لكيفية حساب فترة حملها وفق الأسابيع والشهور يساعدها على تتبع تطور جنينها بشكل منهجي ودقيق، والتفاعل مع التغيرات الجسدية والنفسية التي تمر بها خلال هذه الرحلة المعقدة والجميلة في آنٍ واحد. سواء تم الاعتماد على التقويم الميلادي أو القمري، أو على تطبيقات إلكترونية أو زيارات الطبيب، فإن الأهم هو الانتظام في المتابعة والتفاعل الصحي مع مراحل الحمل المختلفة لضمان سلامة الأم والجنين على حد سواء.
المراجع:
-
American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG) – Guidelines for Prenatal Care.
-
Mayo Clinic – Pregnancy Week by Week Guide.

